مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 418
مسند احمد
حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو هلال، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن جابر بن عبد الله، قال: صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخارة، فأتيته بها، فوضعتها بين يديه، فاطلع فيها، فقال: «حسبته لحما» ، فذكرت ذلك لأهلنا، فذبحوا له شاة
كان الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهم يُحبُّونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حبًّا شديدًا، ويَفهمونَ عنه حتَّى مِن إشارتِه، ويُهدونَ له الطَّعامَ، وكان يَقبَلُه ولا يَرُدُّه؛ إكْرامًا لهم، وإظهارًا لِحُبِّه لهم
وفي هذا الحديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنهما: "صَنَعْنا لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخَّارةً" وهي إناءٌ مَصنوعٌ مِن الطِّينِ المَحروقِ، ولعلَّه صَنَعَها هَديَّةً للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فأتَيْتُه بها، فوضَعْتُها بيْن يَدَيْه"، أي: أمامَه، فاطَّلَعَ فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونظَرَ إلى ما فيها، والظَّاهرُ أنَّهم كانوا يَطبُخون الأطعمةَ في هذه الأوعيةِ التي مِن الفُخَّارِ، وكان يُقال لِبَعضِ الأطعمةِ المَصنوعةِ فيها: "فَخَّارةٌ" مِن بابِ تَسميةِ الحالِّ باسمِ المَحلِّ، فلمَّا أتَى بها جابرٌ ظَنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ بها لَحْمًا، قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فذكَرْتُ ذلك لِأهْلِنا؛" لأنَّ جابرًا فَهِمَ أنَّ النَّبيَّ صلى الله علية وسلم يَشْتهي اللَّحْمَ، "فذَبَحوا له شاةً" وهي الواحدةُ مِن الضَّأْنِ والغَنَمِ
وفي الحديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُحِبُّ اللَّحْمَ
وفيه: حُبُّ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفَهْمُهم لِمَعاريضِه