باب ما جاء في النهي عن تخطي الناس يوم الجمعة
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الرحمن المحاربي، عن إسماعيل ابن مسلم، عن الحسنعن جابر بن عبد الله: أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فجعل يتخطى الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس فقد آذيت وآنيت" (1).
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يَحُثُّ على الحُضورِ مُبكِّرًا إلى الجُمُعةِ؛ لِسَماعِ الخُطبَةِ وكَسْبِ الأجرِ في ذلك.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو الزَّاهريَّةِ حُديرُ بنُ كُريبٍ: "كنَّا معَ عَبدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ صاحبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يومَ الجُمُعةِ، فجاءَ رجلٌ يتَخطَّى رِقابَ النَّاسِ"، أي: إنَّه جاء متأخِّرًا، ثمَّ جعَل يُنحِّي النَّاسَ لِيَتقدَّمَ إلى الصُّفوفِ الأولى، فقال عبدُ اللهِ بنُ بُسْرٍ رَضِي اللهُ عنه: "جاء رجلٌ يتَخطَّى رِقابَ النَّاسِ يومَ الجُمُعةِ والنَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يَخطُبُ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: اجْلِسْ فقد آذَيتَ"، أي: اجلِسْ في مَكانِك ولا تتَخطَّ النَّاسَ؛ فإنَّك بفِعْلِك هذا قد آذيتَهم، والمرادُ بجُلوسِه: أن يَجلِسَ إلى المكانِ الَّذين يَنتَهي عِندَه باقي المُصلِّين، وقيل: إنَّه يُستَثنى مِن ذلك مَن كان بينَ يدَيه فُرجَةٌ لا يَصِل إليها إلَّا بالتَّخطِّي.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن تَخطِّي رِقابِ النَّاسِ في المساجدِ.
وفيه: الأمرُ بأن يَجلِسَ المرءُ في أوَّلِ مكانِ فَراغٍ في المسجِدِ.