باب ما جاء في حد اللوطي2
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا همام، عن القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابرا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط»: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، عن جابر
إنَّ مِن أعظَمِ الفواحِشِ وأخطَرِها على البشَريَّةِ: إتيانَ الرَّجُلِ الرَّجلَ بدَلًا عن النِّساءِ، وفي ذلك يُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن تلك الفاحشةِ بقولِه: "إنَّ أخوَف ما أخافُ على أمَّتي"، أي: أشدَّ ما يَخافُ منه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن تقَع أمَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذه المعصيةِ، وفي هذا إشارةٌ إلى عِظَمِ التَّحذيرِ، "عَمَلُ قومِ لوطٍ"، أي: أنْ تَعمَلَ عمَلَ قومِ لوطٍ، وهو: أن يُجامِعَ الرَّجلُ الرَّجلَ في دُبرِه، ونَسب الفعلَ لقومٍ لوطٍ؛ لأنَّهم أوَّلُ مَن فعَل هذه الفاحِشةَ، ولم يَسبِقْهم بها أحَدٌ، ويُطلَقُ على الفِعلِ نفْسِه لِواطٌ، ولوطٌ: نبيٌّ مِن أنبياءِ اللهِ عزَّ وجلَّ المُكرَّمِين.