باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا بشر بن السري قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة»، وفي الباب عن ابن عمر، وأبي هريرة، وأنس، وعمارة بن رويبة، وجندب، وأبي بن كعب، وأبي موسى، وبريدة، «حديث عثمان حديث حسن صحيح» وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عثمان موقوفا «وروي من غير وجه عن عثمان مرفوعا»
لصَلاةِ الجَماعةِ فضلٌ عظيمٌ، وخاصَّةً إذا ما كانَتْ في العِشاءِ والفَجْرِ؛ لِمَا فيهِما مِن تَرْكٍ للنَّومِ والكسَلِ، وفي ذلك يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن صلَّى العِشاءَ في جَماعةٍ كان كقِيامِ نِصْفِ لَيلةٍ"، أي: كان له نِصفُ أجرِ قيامِ ليلةٍ، "ومَن صلَّى العِشاءَ والفَجْرَ في جماعةٍ"، أي: صلَّى العِشاءَ ثُمَّ صلَّى الفجرَ الَّذي يَعقُبُها، "كان كقِيام ليلَةٍ"، أي: له أجرُ قيامِ ليلةٍ، ومِن الثَّابِتِ في كثيرٍ من الأحاديثِ أنَّ أجْرَ قيامِ اللَّيلِ كبيرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وحاصلُ المعنى: فكَأنَّما قامَ نِصْفَ ليلةٍ أو ليلةً لَم يُصلِّ فيها العِشاءَ والصُّبحَ في جَماعةٍ؛ إذْ لو صَلَّى ذلك في جماعةٍ لحَصَل له فَضلُها، وفضلُ القيامِ زائدٌ علَيه.