باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه2
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث، عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»: «هذا حديث حسن غريب»، وقد روى شعبة، هذا الحديث، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وأبو سريحة هو: حذيفة بن أسيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم
لعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عَنه مَناقِبُ كَثيرةٌ؛ فهو مِن آلِ بَيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وزَوجُ ابنته، وأحَدُ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ، وهذا الحَديثُ فيه بَيانٌ لِبَعضِ مَناقبِهِ؛ حيثُ يَقولُ مَيْمونُ أبو عَبدِ اللهِ: "كُنتُ عِندَ زَيدِ بنِ أرقَمَ، فجاءَ رَجُلٌ من أقْصى الفُسْطاطِ" بمَعْنى جاءَ رَجُلٌ من آخِرِ الخَيْمةِ أو من آخِرِ مَكانِ الإقامةِ "فسَأَلَهُ عن ذا، قالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: ألستُ أوْلى بالمُؤمِنينَ من أنفُسِهم؟" وهذا استِفْهامٌ تَقْريريٌّ بأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوْلى بالمُؤمِنينَ وبالحُكْمِ فيهم مِن أنفُسِهم، وقيلَ: معناه: ألَسْتُ أحَقَّ بالمحبَّةِ والتَّوْقيرِ والإخْلاصِ كما يُشيرُ إليه قَولُهُ تَعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، "قالوا: بَلى" فلمَّا أقَرُّوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "قالَ: مَن كُنتُ مَوْلاهُ، فعليٌّ مَوْلاهُ" والمُرادُ: وَلاءُ الإسلامِ من مَحَبَّةٍ ومَوَدَّةٍ ونُصْرةٍ للمُسلِمِ، "قالَ مَيْمونٌ: فحَدَّثني بَعضُ القَومِ، عن زَيدٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: اللَّهُمَّ والِ مَن والاهُ " فأحِبَّ مَن أحَبَّه؛ بقَرينةِ: "وعادِ مَن عاداهُ".
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على مَحَبَّةِ عليٍّ؛ لِحُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم له .