جائزة الضيف
بطاقات دعوية
عن أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قال: وما جائزته يا رسول الله قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خ
يرا أو ليصمت.
- قوله سمعت أذناي وأبصرت عيناي فائدة ذكره التوكيد
- قوله من كان يؤمن بالله واليوم الآخر سبق في الحديث الذي قبله ، وكذلك قوله فليكرم جاره، وقوله فليقل خيرًا أو ليصمت.
- قوله جائزته هي العطاء مشتقة من الجواز لأنه حق جوازه عليهم أي مروره عليهم، فهو قوته في مبيته عنده وغذاؤه في غده.
- قال الخطابي معناه أنه يتكلف له يوما وليلة فيزيده في البر وفي اليومين الآخرين يقدم له ما يحضره فإذا مضى الثلاث فقد مضى حقه وما زاد عليها فهو صدقة.
- والضيافة ثلاثة أيام يحتمل أن يريد به بعد اليوم الأول ويحتمل أن يدخل فيه اليوم والليلة وهو أشبه.
- قال الهروي في قوله والضيافة ثلاثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه أي يقرى ثلاثة أيام ثم يعطى ما يجوز فيه مسافة يوم وليلة قال وأكثره قدر ما يجوز به المسافر من منهل إلى منهل.
- قال ابن عبد البر : ينبغي له أن يتنزه عما كان من الضيافة صدقة كما ينبغي له التنزه عن الصدقة وليست صدقة التطوع بمحرمة على أحد إلا أن السؤال مكروه.
- قال سحنون الضيافة على أهل القرى دون الحضر.
- قال الشافعي مطلقا وهي من مكارم الأخلاق.
- عن مجاهد الضيافة ليلة واحدة فرض.
- الضيافة من اَداب الإسلام ، وخلق النبيين والصالحين ، وقد أوجبها الليث وقال : هى حق واجب ليلة واحدة ، واحتج بالحديث : " ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم) وهو حديث صحيح أخرجه أحمد ، وبحديث عقبة : (ان نزلتم بقوم فأمروا لكم بحق الضيف فاقبلوا ، وإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذى ينبغى لهم) متفق عليه.
قلت ويؤيدهما قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص ( إن لزورك عليك حقًا) أخرجه البخاري.
- وقال عامة الفقهاء بعدم وجوبها
قال ابن عبد البر :" فيه الحض على إكرام الضيف وإجازته وفي ذلك دليل على أن الضيافة ليست بواجبة وأنها مستحبة مندوب إليها غير مفترضة لقوله جائزته والجوائز لا تجب فرضا لأنها إتحاف الضيف بأطيب ما يقدر عليه من الطعام.
- وقال : " الجائزة منحة والمنحة إنما تكون عن اختيار لا عن وجوب"
- وقال "مما يدل على أن الضيافة ليست بواجبة فرضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" وقد أجمعوا أن إكرام الجار ليس بفرض فكذلك الضيف.