‌‌باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة

سنن الترمذى

‌‌باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة

حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم هانئ قالت: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر»: هذا حديث غريب قال محمد: «لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانئ» حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا إبراهيم بن نافع المكي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم هانئ قالت: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع ضفائر» أبو نجيح: اسمه يسار: «هذا حديث حسن، وعبد الله بن أبي نجيح مكي»
‌‌

أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن كان له شَعرٌ أنْ يُكْرِمَه ويُهذِّبَه، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحيانًا يُطيلُ شَعْرَه ويَضْفِرُه، وأحيانًا أُخرى يُقصِّرَه، وفي هذا الحديثِ تقولُ أُمُّ هانئِ بنتُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنها: "دخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكَّةَ"، وذلك يومَ الفَتْحِ سنةَ تسْعٍ مِن الهجرةِ، "وله أربعُ غَدائرَ- تعني ضَفائرَ- " جَمْع ضَفيرةٍ، وهذا مِن شَمائلِه الشَّريفةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وما دَلَّ عليه الحديثُ مِن كونِ شَعرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إلى قُرْبِ مَنْكِبَيْه كان غالبَ أحوالِه، وكان رُبَّما طال حتَّى يَصيرَ ذُؤابةً ويتَّخِذَ منه عَقائصَ وضَفائِرَ، وهذا مَحمولٌ على الحالِ الَّتي يَبعُدُ عَهدُه بتَعهُّدِ شَعرِه فيها، كحالةِ الشُّغلِ بالسَّفرِ ونحوِه.