باب قوله: (ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لكل نبي دعوة يدعو بها، وأريد [إن شاء الله 8/ 193] أن أختبئ د
أمَرَ اللهُ تعالَى عِبادَه بِالدُّعاءِ وضَمِنَ لهمُ الإجابةَ، كما في قولِه سُبحانَه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقدْ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَثيرًا ما يَدْعو اللهَ سُبحانَه وتعالَى ويَستجيبُ له دُعاءَه، كما دعَا على المشركينَ في قُريشٍ بأنْ يُنزِلَ عليهم سِنينَ القَحطِ، واستجابَ لدعائِه أيضًا عندما دَعا على صَناديدِ الكفرِ فقُتلوا يومَ بَدْرٍ، وغير ذلك مِنَ المَواطنِ الَّتي لا تُحصى.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ لكلِّ نَبيٍّ دعوةً مُستجابةً، أي: له عندَ الله مِن رَفيعِ الدَّرجةِ وكَرامةِ المنزِلةِ أنْ جَعَلَ له أنْ يدعُوَه فيما أحَبَّ مِنَ الأمورِ ويُبلِّغَه ما أراد، فَيَدْعو في ذلك وهو عالِمٌ بِإجابةِ اللهِ له، فَادَّخرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه الدَّعوةَ الَّتي يَتيقَّنُ إجابتَها إلى يَومِ القيامةِ، وآثرَ أُمَّتَه بما خصَّه اللهُ به مِن إجابةِ الدَّعوةِ بِالشَّفاعةِ لهم، ولم يَجعَلْ ذلك في خاصَّةِ نَفسِه وأهْلِ بيْتِه، فجَزاهُ اللهُ عُنْ أُمَّتِه أفْضَلَ الجَزاءِ، وصلَّى اللهُ عليه أطْيَبَ الصَّلاةِ؛ فهو كما وصَفَه اللهُ {بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
وشَفاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَكونُ للمُذْنِبِينَ، أو في إدخالِ الجنَّةِ مِن غيرِ حِسابٍ، أو في رَفْعِ الدَّرجاتِ يَومَ القيامةِ؛ كُلٌّ بحسَبِ حالِه.
عوتي شفاعة لأمتي في الآخرة".