‌‌باب كيف الأذان

‌‌باب كيف الأذان

حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو عاصم، وعبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني عثمان بن السائب، أخبرني أبي، وأم عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الخبر وفيه: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم في الأولى من الصبح

الصلاة وما تعلق بها من الأذان وغيره عبادة توقيفية، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيفيتها وسننها وآدابها، وفي هذا الحديث يحكي بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه"، أي: يعلمه ويخبره، "بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم"، ويحتمل أن نومه صلى الله عليه وسلم كان قبيل الفجر وقرب الأذان، فقال بلال رضي الله عنه: "الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم"، ويسمى هذا بالتثويب؛ من ثاب يثوب إذا رجع؛ فإن المؤذن إذا قال: حي على الصلاة فقد دعاهم إليها؛ فإذا قال بعد ذلك: الصلاة خير من النوم، فقد رجع إلى كلام معناه المبادرة إليها، ومعناه: هلموا وقوموا من فرشكم، وبيان أن الصلاة أفضل من النوم؛ لما فيها من الأجر والثواب الذي ربما يضيعه النوم، وقد قالها لتنبيه النبي صلى الله عليه وسلم وإيقاظه، "فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك"، أي: فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على قوله: الصلاة خير من النوم، وثبتت في الأذان بعد قوله: حي على الفلاح، وخص الفجر به؛ لأنه وقت نوم وغفلة
وفي الحديث: الحرص على إعلام الناس بدخول وقت الصلاة، خصوصا وقت الفجر