باب لباس رسول الله ﷺ3
سنن ابن ماجه
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك، قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعليه رداء نجراني، غليظ الحاشية (1)
النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو المُعلِّمُ والقُدوةُ الحَسنةُ للمُسلمينَ جميعًا في كلِّ الأمورِ، وقد ضرَبَ أروعَ الأمثلةِ في الصَّبرِ والتَّحمُّلِ والزُّهدِ، والتَّواضُعِ وحُسنِ الأخلاقِ.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه فيقولُ: "كنْتُ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكان أنسٌ خادِمًا للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "وعليه رِداءٌ نَجْرانيٌّ"، أي: ثوبٌ من صُنْعِ أهلِ نَجرانَ، وهي بلدةٌ باليمنِ، "غليظُ الحاشيةِ"، أي: سميكٌ من طَرِفه.
وفي الصَّحيحينِ: "فأدرَكَه الأعرابيُّ، فجَبَذَه برِدائِه جَبذةً شَديدةً"، أي: شَدَّه من الرِّداءِ، قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فنظَرْتُ إلى صَفحةِ عاتِقِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: جانِبِ رَقَبةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "وقد أثَّرَتْ بها حاشيةُ الرِّداءِ من شِدَّةِ جَبْذتِه، "ثمَّ قال: يا مُحمَّدُ، مُرْ لي من مالِ اللهِ الَّذي عندك"، أي: من الزَّكاةِ والصَّدقاتِ الَّتي عندك، قال: "فالْتَفَتَ إليه، فضحِكَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أمَرَ له بعطاءٍ".