‌‌باب ما جاء في البخيل

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في البخيل

حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا عبد الرزاق، عن بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم»: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
‌‌

.الإيمانُ لهُ أثرٌ كبيرٌ في تهذيبِ النفوسِ، ويظهرُ أثرُه في صِفاتِ المرءِ، وفي هذا الحديثِ يصِفُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم المؤمنَ بأنَّه غِرٌّ كريمٌ، و"الغِرُّ" هو مَن يغترُّ بكلِّ أحدٍ بحُسنِ ظَنِّه في الناسِ وسَلامةِ صَدرِه تُجاهَهم؛ لِمَا فيهِ مِن حُسنِ الظَّنِّ، والتغافلِ عن الشَّرِّ، "كريمٌ" أي: شريفُ الأخلاقِ باذِلٌ لما عِندَه، والمرادُ: أنَّه يتركُ الشرَّ كرمًا منهُ وليسَ جَهلًا. وأمَّا الرجلُ الفاجِرُ، وهو الجَريءُ الفاسقُ، فهو خَبٌّ لئيمٌ، و"الخَبُّ" هو: المخادِعُ المفسِدُ، و"اللئيمُ" هو دنِيء الخلقِِ, والمرادُ أنَّه سيِّء النفسِ يَسعي إلى الإفسادِ.