‌‌باب ما جاء في الخضاب1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الخضاب1

حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود» وفي الباب عن الزبير، وابن عباس، وجابر، وأبي ذر، وأنس، وأبي رمثة، والجهدمة، وأبي الطفيل، وجابر بن سمرة، وأبي جحيفة، وابن عمر: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
‌‌

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يأمُر بمُخالفةِ اليهودِ وتركِ مُشابهَتِهم، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "غَيِّروا الشَّيبَ"، أي: بَدِّلوا شَكْلَه وورَد أنَّ الصَّبغَ يَكونُ بالحِنَّاءِ وما في مَعْناها، والمرادُ بالشَّيبِ: الشَّعرُ الأبيضُ الَّذي يَعُمُّ شَعرَ الرَّأسِ واللِّحيةِ، "ولا تشَبَّهوا باليهودِ"، أي: خالِفوهم واترُكوا صَبْغَها.
وقد ورَدتْ أحاديثُ أخرى عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالنَّهيِ عن تَغييرِ الشَّيبِ، وليس بينها وبين أحاديث الأمر بتغييرِه تناقضٌ، بل الأمرُ بالتَّغييرِ لِمَن شَيبُه كشَيبِ أبي قُحافةَ، أي: كثيفٌ واضحٌ، والنَّهيُ لِمَن له شمطٌ فقط، والشَّمطُ: ظُهورُ بعضِ الشَّعراتِ البِيضِ، واختِلافُ السَّلفِ في فِعْلِ الأمرَينِ بحسَبِ اختلافِ أحوالِهم في ذلك، مع أنَّ الأمرَ والنَّهيَ في ذلك ليس للوجوبِ بالإجماعِ؛ ولهذا لم يُنكِرْ بعضُهم على بعضٍ.