باب ما جاء في الوضوء مرة مرة
عن ابن عباس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة». وفي الباب عن عمر، وجابر، وبريدة، وأبي رافع، وابن الفاكه، وحديث ابن عباس أحسن شيء في هذا الباب وأصح وروى رشدين بن سعد، وغيره هذا الحديث، عن الضحاك بن شرحبيل، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، «أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة». وليس هذا بشيء، والصحيح ما روى ابن عجلان، وهشام بن سعد، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُيسِّرًا على أُمَّتِه، وقد بيَّن ما يُباحُ مِن الأفعالِ في الطَّهارةِ والوُضوءِ وما يُجزِئُ في ذلك.وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوضَّأَ مرَّةً مرَّةً، فغسَلَ كلَّ عُضوٍ مرَّةً واحدةً، وهذا بَيانٌ لأقَلِّ قدْرٍ في الوُضوءِ بأقَلِّ عَددٍ مِن المرَّاتِ، وهو الفرْضُ الَّذي لا تُقبَلُ الصَّلاةُ إلَّا به.
وهذا الحديثُ يدُلُّ على مَشروعيَّةِ الوُضوءِ بغَسْلِ كلِّ عُضوٍ مِن الأعضاءِ مرَّةً واحدةً، وقدْ ثبَتَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه غسَلَ كلَّ عُضوٍ مرَّتينِ، كما في حَديثِ عَبدِ اللهِ بنِ زَيدٍ عندَ البُخاريِّ «أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوضَّأَ مرَّتينِ مرَّتينِ»، وسُنَّةُ الوضوءِ وكَمالُه هو غَسلُ كلِّ عُضوٍ ثلاثَ مرَّاتٍ، كما في حَديثِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ عندَ البُخاريِّ.