‌‌باب ما جاء في طيب الرجال والنساء

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في طيب الرجال والنساء

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن ثابت بن عمارة الحنفي، عن غنيم بن قيس، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا» يعني زانية وفي الباب عن أبي هريرة: «هذا حديث حسن صحيح»

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَنْهى عن لُبسِ الحَريرِ ولو كان قِطعةً صغيرةً في الثِّيابِ، وفي ذلك يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا أَركَبُ الأُرْجُوانَ"، أي: لا أركَبُ دابَّةً سَرْجُها الأُرْجُوانُ، والأُرجوانُ: وِسادةٌ صَغيرةٌ حمراءُ تُتَّخَذُ مِن حريرٍ، تُوضَعُ على السَّرْجِ، "ولا ألبَسُ المُعَصفَرَ"، أي: الثِّيابَ المَصْبوغةَ بالعُصْفُرِ، والعُصفُرُ: نَباتٌ يُستَخرَجُ مِنه صِبْغٌ أصفَرُ، "ولا ألبَسُ القميصَ المكفَّفَ بالحريرِ"، أي: الَّذي أُضيفَ إلى أطرافِه بعضُ الحريرِ، مثلُ الأَكْمامِ والجَيبِ.
قال قَتادَةُ أحَدُ رُواةِ الحديثِ: "وأومَأَ الحسَنُ"، وهو البَصريُّ راوي الحديثِ، أي: أشار، "إلى جَيبِ قَميصِه"، أي: شارِحًا بإِشارَتِه المُرادَ بالمكفَّفِ.
وقد ورَد أنَّه يُباحُ للرِّجالِ قَدْرُ أربَعِ أصابِعَ مِن الحريرِ لِتَكفيفِ الثَّوبِ.
وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ألَا وطِيبُ الرِّجالِ"، أي: عِطْرُهم، "رِيحٌ لا لونَ له"، كالمِسْكِ وما شابهَ، "ألا وطِيبُ النِّساءِ"، أي: عِطْرُهنَّ، "لونٌ لا ريحَ له"، كالزَّعفَرانِ وما شابَهَ؛ وذلك عند خُروجِهنَّ مِن البيتِ.