لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة
بطاقات دعوية
(وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (البقرة 55-57)
قال السعدي رحمه الله:
{وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} وهذا غاية الظلم والجراءة على الله وعلى رسوله،
{فأخذتكم الصاعقة} إما الموت أو الغشية العظيمة،
{وأنتم تنظرون} وقوع ذلك، كل ينظر إلى صاحبه، {ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون} .
ثم ذكر نعمته عليكم في التيه والبرية الخالية من الظلال وسعة الأرزاق، فقال: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن} وهو اسم جامع لكل رزق حسن يحصل بلا تعب، ومنه الزنجبيل والكمأة والخبز وغير ذلك.{والسلوى} طائر صغير يقال له السماني، طيب اللحم، فكان ينزل عليهم من المن والسلوى ما يكفيهم ويقيتهم
{كلوا من طيبات ما رزقناكم} أي: رزقا لا يحصل نظيره لأهل المدن المترفهين، فلم يشكروا هذه النعمة، واستمروا على قساوة القلوب وكثرة الذنوب.
{وما ظلمونا} يعني بتلك الأفعال المخالفة لأوامرنا لأن الله لا تضره معصية العاصين، كما لا تنفعه طاعات الطائعين،
{ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} فيعود ضرره عليهم.