‌‌باب ما جاء أي الشراب كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء أي الشراب كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم1

حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: «كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد»: هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، والصحيح ما روي عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
‌‌

الزُّهدُ الحَقيقيُّ لا يَستلزِمُ ضِيقَ المعيشةِ، أو أنْ يَحرِمَ المسلمُ نفْسَه ما أحلَّه اللهُ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جامعًا بين الزُّهدِ في الدُّنيا وبيْن حُبِّ الأمورِ الطَّيِّبةِ منها.
وفي هذا الحديثِ تقولُ أمُّ المؤمنين عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "كان أحَبَّ الشَّرابِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحُلْوُ"، أي: الماءُ العذْبُ، وقيل: المخلوطُ بالعسَلِ، أو الذي يكونُ فيه التَّمْرُ والزَّبيبُ، "الباردُ"، أي: يَمتازُ بصِفَةِ البرودةِ؛ وذلك لأنَّ فيه فائدةً وما يُطفِئُه مِن حرارةِ الجسمِ، ويكونُ داعيًا لشُكْرِ اللهِ تعالى على هذه النِّعمةِ، وقد ثبَتَ في الرِّواياتِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُنبَذُ له في الماءِ حتَّى يُكسَرَ ما به مِن مُلوحةٍ، والتي عُرِفَ بها ماءُ المدينةِ .