‌‌باب التداوي بالرماد

سنن الترمذى

‌‌باب التداوي بالرماد

حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن أبي حازم، قال: سئل سهل بن سعد وأنا أسمع، بأي شيء دووي جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «ما بقي أحد أعلم به مني، كان علي يأتي بالماء في ترسه وفاطمة تغسل عنه الدم، وأحرق له حصير فحشي به جرحه»: هذا حديث حسن صحيح
‌‌_________‌‌_________‌‌_________‌‌

أُصِيبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ أُحدٍ، فَشُجَّ رأسُه وجُرِحَ وَجْهُه، وفي هذا الحديثِ يَرْوي التابعيُّ أبو حازمٍ سَلَمةُ بنُ دِينارٍ المَدينيُّ، أنَّ سَهلَ بنَ سعدٍ السَّاعديَّ رَضيَ اللهُ عنه سُئلَ: كيف عُولجَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن جُروحِه التي أُصيبَ بها يومَ أُحدٍ؟ فقال رَضيَ اللهُ عنه: ما بَقيَ أحدٌ أعلَمُ به مِنِّي؛ وذلك لأنَّه كان مِن آخِرِ الصَّحابةِ مَوتًا بالمدينةِ، ماتَ سَنةَ إحدى وتِسعينَ وهو ابنُ مِئةِ سَنةٍ، فأخبَرَ أنَّ علِيَّ بنَ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه كان يَأتي بالماءِ في تُرْسِه، وهو أداةُ حَرْبٍ تُستخدَمُ لحِمايةِ المُقاتِلِ مِن ضَرَباتِ الأسْهمِ والسُّيوفِ، وكانتْ فاطمةُ رَضيَ اللهُ عنها تَغسِلُ عَن وَجْهِه الدَّمَ، ولَمَّا رأتْ فاطمةُ رَضيَ اللهُ عنها الدَّمَ لا يَنقطِعُ أحْرَقَتْ حَصيرًا، ثُمَّ أخَذَتِ الرَّمادَ فوضَعَتْه على الجُرحِ فانقطَعَ الدَّمُ.

وفي الحديثِ: وُقوعُ الابتلاءِ للأنبياءِ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ لِيَنالوا جَزيلَ الأجْرِ، ولتَعرِفَ أُممُهم وغيرُهم ما أصابَهم ويَأنَسوا به، ولِيَعلَموا أنَّهم مِن البَشرِ يُصيبُهم ما يُصيبُ البَشَرَ.

وفيه: مُباشرةُ المرأةِ أباها وذَوِي مَحارمِها، وإلْطافُها إيَّاهم، ومُداواةُ أمراضِهم.

وفيه: طَلَبُ العلاجِ والأخْذُ بأسبابِ التَّداوي.

وفيه: سُؤالُ مَن لا يَعلَمُ مَن يَعلَمُ عن أمْرٍ خَفِيَ عليه.