باب في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر 5

بطاقات دعوية

باب في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر 5

عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع» قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة». رواه مسلم. (1) [ص:84]
معناه: من كره بقلبه ولم يستطع إنكارا بيد ولا لسان فقد برىء من الإثم، وأدى وظيفته، ومن أنكر بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية ومن رضي بفعلهم وتابعهم فهو العاصي.
__________

للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلة كبرى ومكانة عظمى؛ وقد نالت بها أمة الإسلام الخيرية على سائر الأمم، ولو طوي بساط الأمر بالمعروف وأهمل علمه وعمله، لاضمحلت الديانة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق وخربت البلاد، وهلك العباد، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه سيكون عليكم أئمة تعرفون وتنكرون"، أي: سيلي أمركم أمراء من صفاتهم أنهم يعملون فيكم بأعمال، بعضها حسن، وتعرفونه بصفاته وعلاماته، وبعضها قبيح تنكرونها عليهم، "فمن أنكر"، أي: قوي على الإنكار عليهم بيده ولسانه، "فقد برئ"، أي: من النفاق أو من الإثم، "ومن كره"، أي: لم يرض فعلهم وأنكر عليهم بقلبه؛ لعدم قدرته على الإنكار باليد أو اللسان، "فقد سلم"، أي: من مشاركتهم أوزارهم، "ولكن من رضي وتابع"، أي: ولكن لم يبرأ منهم ولم يسلم من مشاركتهم في الوزر: الذي رضي بفعلهم وتابعهم في أعمالهم، فقيل: "يا رسول الله أفلا نقاتلهم؟"، أي: نخرج عليهم فنقاتل هؤلاء الأمراء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا"، أي: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخروج عليهم وقتالهم، "ما صلوا"، أي: لا يحق قتالهم إذا ظلوا يصلون فإن تركوا الصلاة أو منعوها قوتلوا
وفي الحديث: علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم.
وفيه: تعظيم شأن الصلاة.